وأخرج من طريق ساكنة بنت (?) الجعد عنه أنه كانت أصيبت يده يوم الجمل، وقال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: فذكر الحديث الذي ذكره ابن عبد البر، ثم قال: وأخرج له ابن منده من هذا الوجه حديثا آخر، وذكره ابن أبي حاتم فقال: روى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وروت عنه ساكنة بنت الجعد، وأما ابن حبان فذكره في ثقات التابعين، وقال: يروى المراسيل، وقال أبو عمر: لا يصح حديثه، روت عنه سلامة بنت الجعد كذا قال فصحف اهـ.
قلت: وإنما قال أبو عمر: حديثه لا يصح لأنه من رواية أحمد بن الحارث الغسانى عن ساكنة بنت (1) الجعد عنه، وأحمد بن الحارث قال أبو حاتم: متروك، وقال البخارى: فيه نظر، وقال العقيلى [1/ 125]: له مناكير لا يتابع عليها، ثم أخرج من رواية ساكنة عنه مرفوعا: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن أجمع"، وروى بهذا الإسناد عدة أحاديث، ثم قال: وروى عن سراء بنت نبهان الغنوية عدة أحاديث مناكير، وليس يعرف لسراء إلا الحديث الذي يرويه ربيعة بن عبد الرحمن بن حصن الغنوى عنها، ولا يعرف لرجاء الغنوى رواية ولا صحت صحبته، وحديث: "قل هو اللَّه أحد" ثابت من غير هذا الوجه اهـ.
فكأنه كان مغرم بهذا المعنى، فكان يضع الأحاديث فيه.
وحديث الباب رواه أبو نعيم، ومن طريقه الديلمى في مسند الفردوس، لكنه وقع عنده عن ساكنة بنت [الجعد]: سمعت أبي وكانت أصيبت يده يوم الجمل قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "استشفوا بما حمد اللَّه به نفسه قبل أن تحمده خليقته، وبما مدح به نفسه: الحمد للَّه، وقل هو اللَّه أحد، فمن لم