السخاوى: فيه خالد هذا مجمع على تركه، بل نسبوه إلى الوضع، قال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالموضوعات، وقال ابن عدى: خالد يضع الحديث، وقال العقيلى: لا أصل له.
قلت: الحق إن شاء اللَّه تعالى في هذا الحديث أنه صحيح لما قاله الحافظ المنذرى، فإن الأحاديث الموضوعة المختلقة ولو كانت في الزهد والوعظ تكون مكسوة ظلمة وركاكة بخلاف هذا الحديث، ثم إنه كان مشهورا في العصر الأول والثانى بين أهله، فروى عن جماعة مرسلا كما سأذكره، ولذلك خرجه الحفاظ من حديث خالد بن عمرو القرش مع تضعيفهم إياه، وكلامهم فيه لاعتمادهم على شهرته.
فرواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب "المواعظ" له عن خالد بن عمرو المذكور عن سفيان الثورى عن أبي حارم عن سهل بن سعد به.
ورواه ابن ماجه [2/ 1473، رقم 4102] من طريق شهاب بن عباد، وابن حبان في "روضة العقلاء" من طريق يوسف بن سعيد بن مسلم، والحاكم في "المستدرك" [4/ 313، رقم 7873] من طريق أبي جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح، وأبو نعيم في "الحلية" [7/ 136] من طريق منجاب ومتوكل بن أبي سورة المصيصى.
ورواه في "تاريخ أصبهان" [2/ 245] من طريق الثانى وحده كلهم عن خالد ابن عمرو به، وقال أبو نعيم: غريب من حديث أبي حازم لم يروه عنه متصلا مرفوعا إلا سفيان الثورى، ورواه عن سفيان أبو قتادة الحمامى ومحمد ابن كثير الصنعانى مثله اهـ.
ورواية محمد بن كثير ذكرها ابن أبي حاتم في العلل من رواية على بن ميمون الرقى عنه، وزعم أبوه أنها باطلة.
وكذلك ذكرها العقيلى في الضعفاء [2/ 11] وقال: لعل محمد بن كثير أخذ