وأما بشر بن السرى فثقة من رجال الصحيحين، وقد كان يتبرأ مما نسب إليه من التجهم، ورؤى أمام الكعبة يدعو على من يلمزه بذلك، وهبه جهميًا فماذا يضر روايته سوء اعتقاده متى كان ثقة؟! على أنه لم ينفرد به، فقد قال البرقانى في سؤلاته للدارقطنى: إنه قال له: هل روى حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أرهقوا القبلة" غير مصعب بن ثابت؟ فقال: لا، فقلت: ثابت ابن من؟ فقال: هو مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير مدنى ليس بالقوى، قلت: حدث به عن مصعب غير بشر بن السرى؟، قال: سعيد بن سلام وهو ضعيف يعنى سعيدا ضعيفا، قلت له: فبشر بن السرى؟ قال: ثقة مكى، وجدوا عليه في أمر المذهب فحلف واعتذر إلى الحميدى في ذلك، وهو في الحديث صدوق اهـ.
والحديث رواه أيضًا أبو يعلى [8/ 253، رقم 4840] قال: حدثنا هارون بن معروف ثنا بشر بن السرى به.
ورواه أبو بكر بن المقرئ في الأربعين له قال: أخبرنا أبو يعلى به بسنده.
468/ 960 - "ازْهَدْ في الدُّنْيَا يُحِبُّكَ اللَّه، وازْهَدْ فِيمَا في أَيْدِى النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ".
(هـ. طب. ك. هب) عن سهل بن سعد
قال الشارح في الكبير: حسنه الترمذى وتبعه النووى وصححه الحاكم واغتر به المصنف فرمز لصحته، وكأنه ما شعر بتشنيع الذهبى عليه بأن فيه خالد ابن عمرو وضاع، ومحمد بن كثير المصيصى ضعفه أحمد، وقال المنذرى عقب عزوه لابن ماجه: وقد حسن بعض مشايخنا إسناده، وفيه بعد لأنه من رواية خالد القرشى، وقد ترك واتهم، قال: لكن على هذا الحديث لامعة من أنوار النبوة، ولا يمنع كونه رواه الضعفاء أن يكون النبي قاله اهـ. وقال