قلت: وكذلك رواه غير الزهرى عن أبي سلمة أيضًا وَهُمْ جماعة أيضًا، ولذلك لم يخرج مسلم في صحيحه رواية أبي عاصم واقتصر على رواية الجمهور عن الزهرى وعن أبي سلمة بلفظ (?): "ما أذن اللَّه" الحديث، وإذ رجع هذا اللفظ إلى حديث ابن أبي مليكة فهو معلول بالاضطراب، فإنهم اختلفوا عليه فيه على أقوال، الأول: عنه عن عبيد اللَّه بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص، هكذا رواه أبو داود الطيالسى [رقم 738] في مسنده عن سعيد بن حسان المكى عنه، وكذلك رواه الحاكم في المستدرك من طريق عمرو بن دينار وابن جريج كلاهما عنه، ثم قال الحاكم [1/ 569]: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذا الإسناد.

ورواه سعيد بن حسان المخزومى عن عبد اللَّه بن أبي مليكة عن عبد اللَّه بن أبي نهيك، وخالفهما الليث بن سعد فقال: عبد اللَّه بن أبي مليكة عن عبيد اللَّه ابن أبي نُهَيك -يعنى بالتصغير-، وقد اتفقت رواية عمرو بن دينار وابن جريج وسعيد بن حسان عن ابن أبي مليكة عن عبد اللَّه بن أبي نهيك -يعنى المكبر.

قلت: وليس كذلك، بل قد روى عن الليث عن عبد اللَّه بن أبي مليكة عن عبد اللَّه بن أبي نهيك المكبر أيضًا، وروى عن سعيد بن حسان وعمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن عبيد اللَّه بن أبي نهيك المصغر أيضًا، فكل منهم روى عنه القولان، فأما رواية الليث عن المكبر فأخرجها أحمد [2/ 271] عن حجاج وأبي النضر عنه، وأما رواية الآخرين فأذكرها في القول بعده.

القول الثانى: عنه عن عبيد اللَّه المصغر ابن أبي نهيك، رواه عنه سعيد بن حسان المخزومى، وعمرو بن دينار والليث بن سعد، فرواية سعيد بن حسان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015