ورواه الدارقطنى من وجه آخر عن الزهرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة، إلا أنه من رواية بكر السقا عن الزهرى وهو ضعيف فالعمدة على ما قبله بل هو وحديث الباب شاهدان له أيضًا.

وأخرجه النسائى [2/ 144] من وجه آخر من رواية نعيم المجمر عن أبي هريرة أيضًا، وفي الصحيحين وغيرهما من أوجه عنه مرفوعًا: "إذا أمن الإمام فأمنوا" الحديث، وقد كان إمامهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا يعرف المأمومين تأمين إمامهم إلا إذا رفع صوته فأسمعهم التأمين.

الثالث: أنه له مع ذلك شواهد من حديث جماعة من الصحابة منهم وائل بن حجر، وحديثه صحيح صححه الدارقطنى وجماعة من المتقدمين والمتأخرين منهم الحافظ، وخطأ ابن القطان في تعليله إياه بحجر بن عنبس، وزعم أنه لا يعرف، فرده بأنه ثقة معروف وثقه يحيى بن معين وغيره، بل قيل: له صحبة، فهل يشك مع هذا أن الحديث صحيح فضلا عن كونه حسنا، ولكن لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف.

فائدة: روى ابن ماجه [رقم 852] حديث الباب من الطريق التي رواها منه أبو داود [رقم 936]، وزاد في أوله عن أبي هريرة قال: "ترك الناس التأمين، وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: آمين فيرتج بها المسجد"، وهذا يدل على ضعف مذهب مالك في عدم جهر الإمام والمأمومين بالتأمين، وفي ضعف استدلاله بعمل أهل المدينة وتقديمه إياه على الحديث الصحيح، لأن بنى أمية تركوا سنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وغيروا فيها وبدلوا كما أنذر به -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكما ورد عن عدة من الصحابة منهم أبو هريرة في مسائل متعددة منها هذه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015