2646/ 6630 - "كانَ إذَا تلَا: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: آمينَ حتَّى يُسْمِعَ من يليه من الصَّفِّ الأوَّل".
(د) عن أبي هريرة.
قال في الكبير: أشار المصنف لحسنه وليس كما ادعى فقد رده عبد الحق وغيره بإن فيه بشر بن رافع الحارثى ضعيف، وقال ابن القطان: وبشر يرويه عن أبي عبد اللَّه ابن عم أبي هريرة وهو لا يعرف حاله، والحديث لا يصح من أجله اهـ.
قلت: الحديث حسن كما قال المصنف أو صحيح كما قال غيره، وبيان ذلك من وجوه، الأول: أن بشر بن رافع كان ضعفوه فقد وثقه يحيى بن معين في رواية الدورى، وقال مرة أخرى: ليس به بأس، وقال ابن عدى: هو مقارب الحديث لا بأس بأخباره، ولم أجد له حديثا منكرا اهـ.
وأبو عبد اللَّه ابن عم أبي هريرة روى عنه بشر بن رافع المذكور وأبو الزبير المكى فهو معروف العين، وذكره ابن حبان في الثقات [5/ 578].
الثانى: وعلى فرض ضعف الإسناد فالمصنف عرف من حاله أنه يحكم للمتن لا للإسناد بخلاف غيره من أهل الحديث، ومعلوم أنه لا تلازم بين المتن والإسناد، فقد يكون الأول ضعيفا والثانى صحيحا أو حسنا، وقد يكون بالعكس كهذا لأنه ورد من طرق أخرى عن أبي هريرة.
فأخرجه الدارقطنى والحاكم [1/ 223] والبيهقى من رواية الزبيدى عن الزهرى عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال [2/ 58]: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا فرغ من أم القرآن رفع صوته، فقال: آمين".
قال الدارقطنى: هذا إسناد حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبى.