قلت: هذا عجيب في قلب الحقائق واستبعاد الصواب وفهم ركيك لا يفهمه ذو عقل سليم بل لا يفهمه عاقل أصلا، وأى معنى لصب الماء على موضع السجود من الأرض؟ هل لأنها أيضًا عليها طهارة أو لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يحب أن يسجد دائمًا في الطين والوحل ويدنس جبهته الشريفة وعمامته بالطن؟ وهل كان -صلى اللَّه عليه وسلم- يتوضأ دائمًا في المسجد في صدره الذي هو موضع صلاته حتى يصب الماء على موضع سجوده؟ أم كان يتوضأ في منزله ثم يأخذ ما فضل من ماء الوضوء ويدخل به المسجد ويقصد صدره ثم يصب ذلك الماء فيه كما يسقى الرجل غرسا غرصه أم ماذا؟! إن هذا لمنتهى العجب في الفهم السخيف الركيك.

وقد روى هذا الحديث الدينورى في المجالسة عن الحسن عليه السلام ولفظه: "إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا توضأ فضل موضع سجوده بماء حتى يسيله على موضع السجود".

قال الدينورى:

حدثنا عبد اللَّه بن دازيل ثنا عبد اللَّه بن محمد بن سالم المفلوج ثنا حسين بن زيد بن على بن حسين بن على عن الحسن بن زيد عن أبيه عن الحسن بن على عليه السلام به.

فمعنى الحديث أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا توضا يغسل سائر أعضاء الوضوء بالماء ويفضل جبهته الشريفة فيأخذ كفا من ماء فيصبه عليها كما هو ظاهر من الحديث.

2644/ 6625 - "كانَ إذَا توضأ أخذَ كفًا من ماءٍ فأدخَلُه تحتَ حنكِهِ فخلَلَ بهِ لحيَته وقالَ: هكَذَا أمرنِى ربِّى".

(د. ك) عن أنس

قال في الكبير: قال الكمال بن الهمام: طرق هذا الحديث متكثرة عن أكثر من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015