للحديث، والحديث قد يكون حسنا دون السند، فإن هذا الحديث له طريق آخر تقدم في: "ثلاثة أعين لا تمسهم النار"، وله شواهد أخرى، والشارح تكلم على سند الحديث وفرق بين المتن والإسناد.
2543/ 6339 - "كُلُّ مَا صنَعْتَ إلى أهلِك فهُو صدقةٌ عليهِمْ".
(طب) عن عمرو بن أمية.
قال في الكبير: رواه من حديث الزبرقان بن عبد اللَّه بن عمرو بن أمية الضمرى عن أبيه عن جده، والزبرقان هذا مشهور وثقه النسائى وغيره وخرج له أيضًا الترمذى وأبو داود، وليس هو بالزبرقان الضمرى ذاك انفرد به، وقد كتبهما الذهبى وأشار إلى ضعف الفرق، وأبوه انفرد به النسائى وذكره ابن حبان في الثقات وجده صحابى مشهور من غير مرة، قال المنذرى عقب عزوه لأبي يعلى والطبرانى: رواته ثقات، وبه يعرف أن رمز المؤلف لحسنه تقصير فكان حقه الرمز لصحته.
قلت: وأنت كان حقك أن تسكت عما لا تعرف، فقد أتيت بكلام لا يفهم، بل بكلام يشبه كلام السكارى والمجانين، فقد أردت أن تبلغ عما هو الواقع في الرجل فلم تدر ما تقول، وزدت عليك التناقض فتقول: وليس هو بالزبرقان الضمرى احتجاجا منك على صحة السند، ثم ترجع فتقول: إن الذهبى أشار إلى ضعف الفرق بينهما، أي أنهما واحد مع أنك ما ذكرت أولا إلا الضمرى وقلت خرج له الترمذى وهولم يخرج له، وظننت أن قول الحفاظ في حديث: رواته ثقات معناه أنه صحيح وليس كما ظننت، ولو كان كذلك لقال الحافظ المنذرى: إسناده صحيح بدل قوله: رواته ثقات، فإذ عدل عن ذلك، فلو كنت من أهل الفهم في هذا الفن لعرفت أنه عدل عن ذلك لنكتة ولكنك بعيد، هذا داخل فيما ليس من شأنك وبه يعرف أنه كان يجب عليك السكوت وعدم الخوض فيما لا تحسن ولا تعرف.