وبعد فالزبرقان هذا مختلف فيه هل هو واحد أو هما اثنان، لأن بعض الرواة يقول: عن الزبرقان بن عبد اللَّه بن عمرو بن أمية الضمرى، وبعضهم يقول: الزبرقان بن عمرو الضمرى، فأكثر الحفاظ على أنهما واحد، وابن حبان فرق بينهما فجعل ابن عبد اللَّه مجهولا إذ لم يرو عنه إلا كليب بن صبح، ومن أجل ذلك ذكره الذهبى في الضعفاء وجعل ابن عمرو معروفا فذكره في الثقات، وروى البخارى في التاريخ هذا الحديث من طريق يعقوب بن عمرو ابن عبد اللَّه: ثنا الزبرقان بن عمرو عن أبيه عن عمرو بن أمية.

فجاء فيه باختلاف آخر، فمن أجل هذا الاضطراب في السند اقتصر المؤلف على تحسينه، ثم إن الشارح قال أولا: إن الطبرانى خرجه من حديث الزبرقان ابن عبد اللَّه بن عمرو، ثم رجع فقال: ليس هو ابن عبد اللَّه، بل هو ابن عمرو، ثم رجع فقال: إن الذهبى ضعف الفرق بينهما، فأتى بعجيب من التناقض الدال على حيرته وعدم فهمه لما يقول، فكيف يتجاسر على المؤلف الحافظ، إن هذا لعجب.

2544/ 6340 - "كُلُّ مالِ النبيِّ صدقَةٌ إِلَّا مَا أطعمَهُ أهلَهُ وكساهُمْ، إنَّا لَا نُورَثْ".

(د) عن الزبير.

قال في الكبير: وشهد به جمع من الصحابة.

قلت: هذا قلب للحقائق، فإن الحديث لعمر بن الخطاب، وشهد له به جمع منهم الزبير، والمصنف واهم في عزوه إلى الزبير، بل كان حقه أن يعزوه إلى عمر أو إلى جميع من استشهدهم عمر.

قال أبو داود [2975]:

ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البخترى قال: "سمعت حديثا من رجل فأعجبنى، فقلت: اكتبه لى، فأتى به مكتوبا -أي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015