قلت: سارت مشرقة وسرت مغربا ... شتان بين مشرق ومغرب

فالحديث: "كل خلق اللَّه" بفتح الخاء، والشارح قرأها بضم الخاء واللام، وشرحها كذلك من غير أن يتدبر أو يرجع إلى أصل الحديث.

قال أحمد في المسند [4/ 390]:

ثنا روح ثنا زكريا بن إسحاق ثنا إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عمرو بن الشريد يحدث عن أبيه "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تبع رجلا من ثقيف حتى هرول في أثره حتى أخذ ثوبه، فقال ارفع إزارك، قال: فكشف الرجل عن ركبتيه، فقال: يا رسول اللَّه إنى أحنف وتصطك ركبتاى، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كل خلق اللَّه عز وجل حسن، قال: ولم ير ذلك الرجل رافعا إزاره حتى مات".

2532/ 6303 - "كُلُّ دعاءٍ محجوبٌ حتى يُصَلَّى على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-".

(فر) عن أنس، (هب) عن على موقوفًا

قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لا علة فيه غير الوقف وأنه لم يرو عن على إلا موقوفًا والأمر بخلافه، أما الأول فلأن فيه محمد بن عبد العزيز الدينورى، قال الذهبى: منكر الحديث، وأما الثانى فقد رواه الطبرانى في الأوسط [عن على] موقوفًا وزاد فيه فقال: "كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد"، قال الهيثمى: رجال ثقات اهـ. وبه يعرف أن اقتصار المصنف على رواية الديلمى الضعيفة ورواية البيهقى الموقوفة المعلولة وإهماله الطريق المسندة الجيدة الإسناد من سوء التصرف.

قلت: إنه زعم أن ظاهر صنيع المصنف أنه لا علة له غير الوقف والأمر بخلافه، مع أن المصنف رمز له بعلامة الضعيف، فكان ظاهره أنه معلول السند، ثم إنه جعل الوقف علة، والوقف إنما يكون علة إذا ورد الحديث مرفوعًا من رواية راو، ثم رواه آخر عنه أو عن شيخه موقوفًا، فتكون رواية الواقف علة لرواية الرافع، أما إذا روى من أول مرة موقوفًا، فليس الوقف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015