أما الجهل فإن إبراهيم بن خالد المذكور في سند هذا الحديث ليس هو الذي نقل كلام أبي حاتم فيه، بل هو إبراهيم بن خالد بن عبيد القرشى الصنعانى المؤذن شيخ الإمام أحمد وعنه روى هذا الحديث، وقال فيه: كان ثقة وأثنى عليه خيرا، وكذا قال ابن معين: ثقة، ووثقه أيضًا البزار والدارقطنى، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال [8/ 59]: كان مؤذن مسجد صنعاء سبعين سنة، وأما الذي نقل الشارح الكلام فيه فهو إبراهيم بن خالد أبو ثور الكلبى (?) الإمام أحد المذاهب المتبوعة، وهو من أقران أحمد، ولم يرو عنه أحمد فيما أعلم.
وأما الكذب فقوله: أورده الذهبى في ذيل الضعفاء مع أنه أورده في الميزان، وإنما كذب الشارح في ذلك ليستر تلبيسه الفاحش وكذبه على الذهبى فيما نقل عنه حتى لا يرجع الناظر إلى الميزان فيتحقق بكذبه، فهو أراد أن يستر التلبيس والكذب بالتلبيس والكذب أيضًا، فاسمع عبارة الذهبى في الميزان بالنص:
إبراهيم بن خالد أبو ثور الكلبى أحد الفقهاء الأعلام، وثقه النسائى والناس، وأما أبو حاتم فتعنت وقال: يتكلم بالرأى فيخطئ ويصيب، ليس محله محل المستمعين في الحديث، فهذا غلو من أبي حاتم سامحه اللَّه، وقد سمع أبو ثور من سفيان بن عيينة وتفقه بالشافعى وغيره، وقد روى عن أحمد بن حنبل، قال: هو عندى في سُلَّافى سفيان، مات سنة أربعين ومائتين ببغداد وقد شاخ انتهى.
فانظر كيف حذف المدح من كلام الذهبى ورده على أبي حاتم، وجهل أن الرجل إمام من الأئمة المتبوعين أصحاب المذاهب، ومن كبار الثقات الفضلاء ليتسنى له الرد على المصنف، وليته كان هو المذكور في الإسناد، بل المذكور رجل آخر.