والأخطاء الجسام فمن يراه ينقل عن الترمذى أنه قال: حسن غريب يظنه راجع الحديث في سنن الترمذى، فإذا رآه نص بعد ذلك على أن فيه مسلمة ابن على يعتقد أن الأمر كذلك وأن الترمذى واهم في تحسينه، وكذلك ابن حبان في تصحيحه, والواقع خلاف ذلك، والحديث لا وجود لمسلمة بن على الخشنى في سنده أصلًا، وإنما الشارح سبق له قبل أن يبتلى اللَّه به كتاب الجامع الصغير أن رتب أحاديث الميزان على حروف المعجم، فهذا وجد حديثا في ترجمة رجل منه جزم بأن كل من خرج ذلك الحديث فقد أخرجه من طريقه، وذلك لقلة أمانته وعدم تحقيقه وفرط جهله بهذا الفن، فهؤلاء المذكورون ما خرج واحد منهم الحديث من طريق مسلمة بن على، قال أحمد [2/ 237]:

حدثنا الوليد ثنا الأوزاعى حدثنى قرة عن الزهرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- به.

وقال الترمذى [رقم 700]:

حدثنا إسحاق بن موسى الأنصارى ثنا الوليد بن مسلم هو شيخ أحمد به.

ثم قال [رقم 701]: حدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن ثنا أبو عاصم وأبو المغيرة عن الأوزاعى نحوه، ثم قال: حديث حسن غريب.

وهكذا أخرجه جماعة أيضًا، قال أبو عمرو بن نجيد في جزئه: ثنا أبو مسلم الكشى ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن الأوزاعى به.

وقال البيهقى في السنن [4/ 237]:

أخبرنا أبو عبد اللَّه إسحاق بن محمد السوسى ثنا أبو العباس الأصم ثنا محمد ابن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعى به.

أما مسلمة بن على الخشنى فرواه عن هشام بن عمار عنه عن الأوزاعى به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015