الرابع: لو كان الحديث واحد لكان العزو إلى كتاب ابن عبد البر أولى، لأنه مصنف خاص بالعلم، وكتاب ابن عدى وإنما هو في الضعفاء ولو كان ذلك كذلك لكان العزو إلى ابن حبان أولى لأنه أشهر، وقد أخرجه في الضعفاء له أيضًا في ترجمة عبد اللَّه بن محرر [2/ 23].

2404/ 5864 - "فَضْلُ الْعِلْم أحَبُّ إليَّ مِنْ فَضْلِ العِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ".

البزار (طس. ك) عن حذيفة (ك) عن سعد بن أبي وقاص

قال (ش): بإسناد ضعيف.

وقال في الكبير على حديث حذيفة: قال المنذرى: وإسناده لا بأس به، وقال في موضع آخر: حسن، ثم قال: ورواه الترمذى في العلل، ثم ذكر أنه سأل عنه البخارى فلم يعده محفوظًا وأورده ابن الجوزى في الواهيات، وقال: لا يصح، والمتهم بوضعه عبد اللَّه بن عبد القدوس.

قلت: فيه تناقض بين كلامه في الكبير والصغير, فإنه جزم فيه بأن سنده ضعيف ونقل في الكبير عن الحافظ المنذرى أنه قال: إسناده حسن، فإن كان في الصغير ذهب إلى ترجيح ما قاله ابن الجوزى ففيه أمران، أحدهما: أنه ترجيح بدون مرجح.

وثانيهما: أنه نقل عن ابن الجوزى: أنه موضوع لا ضعيف، ثم ما نقله عن ابن الجوزى فيه تناقض أيضًا، فإنه ذكر أنه أورده في الواهيات ثم نقل عنه أنه قال: والمتهم بوضعه عبد اللَّه، ولو صرح ابن الجوزى بهذا لأورده في الموضوعات لا في الواهيات، فالعبارة فيها تحريف من الشارح على عادته في التهور في النقل والكذب فيه، وإلا فهو تناقض ظاهر من ابن الجوزى، ثم إن النقل عند الشارح متضارب متباين فهو يحكى عن الحافظ المنذرى. أنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015