بأسانيد هذا أمثلها، وحديث أبي ذر قال الهيثمى: فيه عويد بن أبي عمران الجونى وهو متروك، ثم ذكر الشارح حديث حبيب بن مسلمة، وابن عمرو ابن العاص، وابن عمر وسكت عليها، ثم ذكر حديث عائشة وذكر بعده بقية الكلام على عويد، فقال: وقال النسائى: متروك، وفي اللسان -كالميزان- عن البخارى: منكر الحديث، ثم أورد له مناكير هذا منها ثم قال: قال ابن عدى: ليس في أحاديث عويد أنكر من هذا والضعف عليه بين، وقال أبو داود: أحاديثه تشبه البواطيل، ثم قال أيضًا: وظاهر صنيع المصنف أنه لم ير للحديث أمثل من هذين الطريقين وإلا لما آثرهما، واقتصر عليهما والأمر بخلافه، فقد أخرجه الطبرانى أيضًا من حديث ابن عمر، قال الهيثمى: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.

قلت: لا أدرى ما أقول في هذه التخاليط فإن فيه عجائب، أولها: أنه قال: إن المصنف أفاد صنيعه أن مخرجى الحديث سكتوا عليه والأمر بخلافه، ثم لم ينقل من كلام المخرجين إلا قول البزار: لا نعلم فيه حديثًا صحيحًا، وقول البيهقى في طريق واحدة من طرقه: إن طلحة بن عمرو غير قوى، مع أن المصنف ذكر من المخرجين أيضًا الطبرانى والحاكم والبيهقى والخطيب!.

ثانيها: أنه ذكر كلام ابن طاهر وليس هو من المخرجين.

ثالثها: أنه سكت على أكثر طرق الحديث ولم يتكلم عليها.

رابعها: أنه نقل الكلام على عويد بن أبي عمران من حديث أبي ذر إلى حديث عائشة، وعويد لا يوجد في سند حديث عائشة.

خامسها: أنه قال: وفي اللسان كالميزان، ثم ذكر كلاما لا وجود له في الميزان، وإنما هو في اللسان وحده.

سادسها: أنه قال: وظاهر صنيع المصنف أنه لم ير للحديث أمثل من هذين الطريقين، والمصنف ذكر ستة طرق، وهى: طريق أبي هريرة وأبي ذر وحبيب ابن مسلمة وابن عمرو وابن عمر وعائشة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015