كما أن الحافظ أسقط في زهر الفردوس كل ما أشده الديلمى من الكتب المشهورة وترك ما في الكتب الغريبة كما نص عليه في خطبته، والشارح رآه ووقف عليه وعلم أن الحديث عند الحاكم في التاريخ ولكنه قصد الإيهام بالتدليس والتلبيس ليوهم أن الحديث في مستدرك الحاكم ولم يعزه المصنف إليه قصورًا منه.

الثالث: أنه قال: ومن طريقه وعنه خرجه الديلمى، فزيادة "وعنه" تفيد صريحًا في اصطلاح أهل الحديث والمخرجين أنه رواه عنه مباشرة وإلا فقوله من طريقه يكفى، وذلك باطل فإن الديلمى ما أدرك الحاكم وإنما يروى عن ابن خلف عنه.

الرابع: قوله: وفيه يونس بن عبيد، قال الذهبى: مجهول هي فضيحة وخزى، فإن يونس بن عبيد أشهر من نار على علم ولا يمكن أن يجهله أحد من صغار طلبة الحديث، لأن السند فيه يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس، ويونس بن عبيد صاحب الحسن، أشهر بين طلبة الحديث من سيبويه بين طلبة النحو، وهو إمام ثقة من رجال الصحيح بل الستة بل من أشهر الثقات وأفاضل العباد لا يمكن أن يجهله أو يشتبه حاله إلا على من لم يسمع بلفظ الحديث فضلًا عما فوق ذلك.

الخامس: أن يونس بن عبيد الذي ذكره الذهبى قال فيه: يروى عن البراء بن عازب، والذي في السند لم يدرك أحدًا من الصحابة، وأيضا فإن الذهبى قال: ذكره ابن حبان في الثقات، وذكر له حديثًا ثم قال: هو حديث حسن.

السادس: أن الحديث موضوع باطل، ويونس بن عبيد المذكور قد قال عنه الذهبى: ذكره ابن حبان في الثقات وحديثه حسن، ومن كان كذلك لا يروى مثل هذا الباطل.

السابع: أن الشارح ترك الراوى الكذاب الذي هو علة الحديث وذكر يونس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015