ذكره اللّحجِيُّ في كتاب " الأترُجَّة " فقال: وكان محمد بن زياد رجلاً نحوياً، عروضياً، متكلِّماً، فرضياً، راوية، آخذاً من سائر العلوم بخط لا سيما من علم لسان العرب وما يتعلق به، مشهوراً بذلك، وكان مع هذا يظلم نفسه ويدعي بعد هذا للأخدان الفصاحة له بالطبع. وكان كثير التنقل في البلاد اليمنية لا تُقرُّه بقعة. وكان يحدّث نفسه بالخروج عنها إلى أرض القيروان لينازل عربها أهل البوادي والقباب ويترك عرب اليمن، بحكم أنّهم أهل قرى ومدن، وله شعر منه: وافر:
أَلا من مُبِلغ عُلَة ابن جلدٍ ... على ما كان من نأيٍ وبَيِن
وأُسرَتِيَ الغَطَارِف من صُدَاء ... بإقبال المزَاد بريديين
قبيلِي من بَني العُرْيان عمرو ... وهمَّام بأعلى الواديين
وشُمٌّ في لُحَيَة من رجالِي ... بني حسَنٍ وعزّ بني الحصين
أما لو شئت ما وَخَدَتْ رِكابي ... وحالَ البعدُ بينكم وبيني
ولا قَصَدَت جيادكم جيادي ... عليَّ شديد صوت الصَّارخين
ولكن أمطرتْنِي في شَبَام ... مواطرُ للثُّريَّا والبُطين