المعروف بابن الكتاني له مشاركة قوية في علم الأدب والشعر، وله تقدُّم في علم الطب والمنطق؛ وكلام في الحكم، ورسائل في كل ذلك، وكتب معروفة. قال أبو محمد علي بن أحمد الأندلسي: سمعته يقول: " إن من العجب من يبقى في العالم دون تعاون على مصلحة، أما يرى الحرَّاث يحرث له، والبنَّاء يبني له، والخرّاز يخرز له، وسائر الناس كانت تتولّى شغلاً له فيه مصلحة، وبه إليه ضرورة، أما يستحي أن يبقى عيالاً على كل من في العالم؟! ألا يُعين هو أيضاً بشيء من المصلحة؟ وله كتاب سماه كتاب " محمد وسُعْدى " مليح في معناه وعاش بعد سنة أربعمئة بمدة، ومن شعره: طويل:
ألا قد هجرنا الهجرَ واتصل الوصلُ ... وبانت ليالي البيْن، واشتمل الشَّملُ
فسُعدى نديمي، والمُدامة ريقها ... ووجنتها روضي، وقبلتها النُّقل
وله أيضاً: بسيط:
نأيت عنكم بلا صبر ولا جلَدوصحت وا كبدي!! حتى مضت كبدي أَضحى الفِراق رفيقاً لي يواصلنيبالبُعد والشَّجو والأحزان والكمد وبالوجوه التي تبدو فأنشدهاوقد وضعت على قلبي يدي بيدي
إذا رأيت وجوه الطَّير قلت لها: ... لا بارك الله في الغربان والصُّرَد