أديب، شاعر، كثير القول، كان يُقرأ عليه الأدب بالأندلس، فمن شعره: طويل:
فما الأنس بالإنس الذين عهدتُهُم ... بأنسٍ ولكنْ فقدُ أُنسهم أُنس
إذا سلمتْ نفسي ودينيَ منهمُ ... فحسبيَ أنَّ العِرض مني لهم لم تُرسُ
شاعر فيه لوثة، لم يكن له نفس في التطويل، وإنما كان بالمقطعات من الشعر فيجيدها. وقال في الطَيرة بالخاتم واعطائِه: سريع:
من عادةِ الخاتِم إعطاؤهُ ... للمُرسَل الذاهب والذاهبهْ
فمن هنا خِيفت مُهاداتُه ... لفرقةِ الصاحبِ والصاحبهْ
ومن ملح شعره: بسيط:
يا من أمات لذيذ العتبِ مُذْ زمنٍ ... إليك منك على حالاتِك الهربُ
لئن جرى سببٌ أحيا بموقعهِ ... هذا العتابَ لقد أحيانيَ السببُ
وقوله يعاتب: وافر:
أمِن حقِ المودَّةِ والتصافي ... ومفروض الصداقة والتجاقي؟
أمِنْ وجه إنصرافك انَّ روحي ... على الجسدِ العليل على انصرافِ؟