استأنف فقال:
. . . . . . ... أكْبَرُ من فِعْلِهِ الذي فَعَلَهْ
قال: وقال العروضي فيما أملاه علي: على هذا التفسير لا يكون مدحا؛ لأن من المعلوم إن كل فاعل أكبر من فعله الذي فعله، وان الخالق - تعالى - فوق المخلوقين.
ومعنى البيت: إن الناس استكبروا فعله واستصغره هو، فكان استصغاره لما فعل أحسن من فعله.
فيقال له: فهذا الذي ذكره ابن جني في النصف الأول بعينه، وإنما المؤاخذة في النصف الآخر.
وقوله: لا يكون مدحا فيقال: لم لا يكون إذا قال: فعله عظيم، وهو أعظم منه، مدحا له وهذا معنى قوله:
. . . . . . ... أعظَمُ من فِعِلْهِ الذي فَعَلَهْ
وهو من قول أعرابي دخل على يزيد بن المهلب فقال له: كبُرت أن يستعان بك أو يستعان عليك، وليس من شيء وإن كبُر إلا وهو صغير عندك وأنت أكبر منه، ولا أرى العجب في أن تفعل، وإنما العجب في أن لا تفعل! فقال: حاجتك؟ فقال: عشر ديات، قال: هي لك ومثلها!
وقوله: الوافر
أعَنْ إذْني تَهُبُّ الرِّيحُ رَهْواً ... ويَسْري كلَّما شِئْتُ الغَمَامُ