قال: أكذبتني عيني فيما أدت إلي من محاسنه، أم وجد الكاذب فرصة فغيّر ما بيننا؟ ويجوز أن يريد بالعين الرقيب وأنّث على اللفظ.

يقول: هل أخفى الرقيب عنده خبرا من أخباري في حبي إياه وميلي إليه؟ وهذا استفهام إنكار.

وأقول: هذا الذي فسره من صدر البيت، على المعنيين في العين، غير سائغ رائق،

ولا معجب شائق، وإنما يقول: هل نظرت عيني إلى شيء من أفعاله كان جميلا فاستقبحته فأخفته، أي: هل تغير لي عما كنت أعهده عليه من الإحسان إلي فأترك مدحه لذلك؟ أي: ليس الأمر كذلك.

ولو قال: - أعني المتنبي -:

أأكذبَ العَيْنَ بَرْقُ عَارِضِه ... . . . . . .

وعارضه، يريد به: مبسمه أو سحابه، وفيه تورية، وكذلك العين، وهي الباصرة أو المطر الدائم، لكان اظهر واحسن لفظا وأتم معنى.

وقوله: المنسرح

فَأكْبَرُوا فِعْلَهُ وأصْغَرهُ ... أكْبَرُ من فِعْلِهِ الذي فَعَلَهْ

قال: قال ابن جني: أي استكبروا فعله واستصغره هو، وتم الكلام، ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015