والمعنى: إنه يصف هذا الفرس لنشاطه ونزقه وحدة قلبه بالخُرق، وقد يتجاوز ذلك إلى وصفه بالجنون كقول امرئ القيس: الطويل

ويَخْضِدُ في الآرِيِّ حَتَّى كأنَّما ... به جِنَّةٌ أو طَائِفٌ غيرُ مُعْقِبِ

وأما استشهاده بالبيت الذي ذكره فليس على ما قال، وإنما القارح من الخيل الذي

استكمل قوته، والجذع لم يستكمل قوته؛ فكان بُعد منزعه أي: غايته، وعلالته: أي: بقية جريه لقوته، ومثل ذلك قول أبي نواس: البسيط

مَنْ للجِذَاعِ إذا المَيْدانُ مَاطَلَهَا ... بِشَأوِ مُطَّلعِ الغَايَاتِ قَدْ قَرَحَا

وقوله: الكامل

والنَّاسُ قَدْ نَيَذُوا الحِفَاظَ فَمُطْلَقٌ ... يَنْسَى الذي يُولَى وعَافٍ يَنْدَمُ

قال: يريد أنهم لا يحافظون على الحقوق، ولا يُراعون الاذمة؛ فمطلق من الإسار ينسى ما أُزلّ إليه من الإحسان، وعاف عن مجرم يندم لأن صنيعته كُفرت فلم تُشكر.

وأقول: إن قوله: يندم لأن صنيعته كُفرت فلم تُشكر ليس بشيء لأنه إذا كُفرت صنيعته، وندم على وضعها في غير موضعها لم يكن نابذا للحفاظ وإنما يقول: الناس اثنان؛ محسن اليه، وهو المطلق من إسار، ينسى الذي أولى من الجميل، ومحسن عاف عن مجرم يندم على العفو من غير سبب وكلاهما تارك للحفاظ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015