الذي بعده: إنها واحدة، أي: ليس لها مثيل من جنة اخرى، وكذلك صاحبها أوحد.

وقوله: الوافر

لأنِّي كُلَّمَا فَارقْتُ طَرْفي ... بَعِيدٌ بَيْنُ جَفْني والصَّبَاحِ

قال: هذا تعليل لقوله:

. . . . . . ... ومُنصَرفي له أمْضَى السِّلاح

لأني كلما لم أرك، طال ليلي فبعُدما بين جفني والصباح لسهري شوقا إلى لقائك ولو قال:

. . . . . . ... . . . . . . بينَ عَيْني والصَّبَاحِ

كان اظهر؛ لان الصبح إنما يُرى بالعين لا بالجفن.

فيقال له: إن النائم والساهر والرائي، على الحقيقة، إنما هو الإنسان وإنما خص الجفن بالذكر لأنه بانطباقه يتبين النوم وبانفتاحه يتبين السهر. والعين، وإن كانت آلة النوم، والجفن فيه تبع لها، إلا إنه فيه اظهر منها، ولو قال:

. . . . . . ... بعيدٌ بين عَيْني والصَّبَاحِ

وقد قال قبله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015