كلَّمَا فارَقْتُ طَرْفي ... . . . . . .
والطرف هو العين، لحصل التكرار ولزم الإضمار، فكأنه قال: إذا فارقت عيني سهرت فلم يغمض جفني، وطال بالسهر عليه الليل فبعُد عنه الصباح. والموصوف على الحقيقة بذلك إنما هو الحي لا أعضاؤه.
وقوله: المتقارب
فماذا تَركْتَ لمن لم يَسُدْ ... وماذَا تَرَكْتَ لمن كانَ سَادَا
قال: يعني لم يبق شيء من أسباب السيادة إلا وقد جمعتها، فلم تترك منها شيئاً يختص به من لم يسد أو من ساد من قبل.
وأقول: لم يزد في الشرح على ما في الشعر! وقوله:
فماذَا تَرَكْتَ لمن لم يَسُدْ ... . . . . . .
أي: لو أراد الإنسان أن يسود، أي: يأتي بفضيلة غريبة لم يسبق إليها ليعلو بها ويدعى سيدا لم يجد، لأنك قد سبقته إليها. وقوله:
. . . . . . ... وماذا تَرَكْتَ لمن كانَ سَادَا
أي: أنك صغّرت أفعالهم العظيمة، التي سادوا بها بحسن أفعالك؛ فكأنك سلبت مآثرهم ومحاسنهم بمآثرك ومحاسنك، وقد حقّرتها وأخفيتها.