وقوله: الطويل

بتأمِيلِهِ يَغْنَى الفَتَى قَبْلَ نَيْلِهِ ... وبالذُّعْرِ من قَبْلِ المُهَنَّدِ يَنْقَدُّ

قال: يقول: إذا أمله الفتى صار غنيا قبل أن يأخذ عطاءه، ومعنى غناه أن يُنفق ما يملكه، ثقة بالخلف من عنده، إذا كان يأمل عطاءه فيعيش عيش الأغنياء.

فيقال له: لم يرد بقوله:

. . . . . . يَغْنَى الفَتَى قَبْلَ نَيْلِهِ ... . . . . . .

ما ذكرته من إنه ينفق ماله ثقة بالخلف؛ لان هذا يسوغ فيمن له مال، وإنما أراد

بذلك الإطلاق على وجه المبالغة والإغراق لا على وجه الحقيقة.

يقول: إذا أملّه الفتى تيقن بلوغ الامل، وحصول النيل قبل النيل فكأنه مستغن فجعل تأميله لثقته به لعطائه وهذا كقوله: الوافر

لقد أمِنَتْ بك الإعْدامَ نَفْسٌ ... تَعُدُّ رجاَءهَا إيَّاكَ مَالا

وقوله: الطويل

وأنْفُسُهُمْ مَبْذُولَةٌ لوفُودِهِمْ ... وأمْوَالهُمْ في دَارِ من لم يَفِدْ وَفْدُ

قال: أي أنهم غير محجوبين عمن يقصدهم من الوفود، وأموالهم ترد على من لم يأتهم لأنهم يبعثونها إليهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015