وأقول: في هذا اخذ على الممدوح في اجمام ماله وترك تفريقه ولم يعتذر له. والجواب: إنما أخره انتظارا لمستحق فلما وجده أخرجه مرة واحدة، فدل على أن ترك تفريقه واجمامه إنما كان انتظارا لمستحقه، وليس هو من بخل.

وقوله: الكامل

كَرَمٌ تَبَيَّنَ في كَلامِكَ مَاثلاً ... ويَبينُ عِتْقُ الخَيْلِ في أصْوَاتِهَا

قال: الماثل: الظاهر.

يقول: إذا سمع إنسان كلامك عرف كرمك، كما أن الفرس الكريم إذا صهل عرف عتقه بصهيله. والمعنى: إن كلامك أمر بالعطاء ووعد بالإحسان وما أشبه ذلك مما يدل على كرمك.

وأقول: هذا وهم منه إذ توهم أن الكرم هاهنا الجود والعطاء والوعد بالإحسان. وإنما الكرم هاهنا جودة النفس وكرم الاصل، وذلك إنه وصفه قبل هذا بجودة القراءة وحسن الترتيل حتى جعل ذلك آية، ثم قال:

كَرَمٌ تَبَيَّنَ في كَلامِكَ. . . . . . ... . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015