وقوله: الكامل
أوْفَى فَكُنْتُ إذا رَمَيْتُ بِمُقْلَتي ... بَشَراً رأيتُ أرَقَّ من عَبَراتِهَا
ذكر أن الضمير في عبراتها للمقلة ثم قال: ويجوز أن يكون الضمير للبشر. وأراد
بالعبرات عرقهن الذي يسيل منهم، ويكون فيه إشارة إلى أنهن قد عرقن من الإعياء.
فيقال له: يجوز أن يكون الضمير في عبراتها للبشر كما ذكرت، ولا يريد بالعبرات عرقهن بل دموعهن حزنا وجزعا عند الفراق، ويُحمل الكلام على الحقيقة وهو الوجه السديد لا على المجاز الغريب البعيد.
وقوله: الكامل
لَيْسَ التَّعَجُّبُ من مَوَاهِبِ مَالهِ ... بل من سَلامَتِهَا إلى أوقاتِهَا
قال: يقول: لسنا نتعجب من كثرة مواهبه وعطاياه، وإنما نتعجب كيف سلمت من بذله وتفريقه إلى أن وهبها لأنه من عادته الإمساك. ومعنى: إلى أوقاتها: إلى أوقات بذلها.