أي: جودة نفسك وكرم أصلك يبين في حسن صوتك كما يبين عتق الخيل، أي: كرمها، في أصواتها وذلك كقول الشاعر: المتقارب
ويَصْهِلُ في مِثْلِ جَوْفِ الطَّوِيِّ ... صَهِيلاً يُبَيَّنُ للمُعْرِبِ
وقوله: الطويل
ولا يَنْفَعُ الإمْكَانُ لَوْلاَ سَخَاؤهُ ... وهَلْ نافِعٌ لوْلاَ الأكُفُّ القَنَا السُّمْرُ
قال: يقول: لولا سخاؤه ما انتفع الناس بإمكانه وغناه؛ لأنه قد يكون الإمكان مع الشح فلا ينفع. والمعنى: إن الوجود لا ينفع بلا جود كالرماح لا تنفع ولا تعمل بلا راح.
وأقول: الأولى أن يكون النفع راجعا إليه لا إلى الناس كما ذكرته قبل.
وقوله: الطويل
كأنَّكَ بَرْدُ الماءِ لا عَيْشَ دونَهُ ... ولو كُنْتَ بَرْدَ الماءِ لم يَكُنِ العِشْرُ
قال: العشر: أبعد إظماء الإبل.