فهذا التفسير الذي فسره تغفل عن شيء قريب المتناول، وتكلف لشيء بعيد الامتناع، لأن المتنبي ما كان ليكره الخمر ويمتنع من شربه فيبكي إذا فعله!

وقوله: الخفيف

وكَفَتْكَ الصَّفَائِحُ الناسَ حتى ... قد كَفَتْكَ الصَّفَائحَ الأقلامُ

قال: قال ابن جني: استغنيت بسيوفك عن نصرة الناس لك.

وليس المعنى على ما ذكر. يقول: هاب الناس سيوفك فكفوا عنك، ولم تحتج إلى قتالهم، ثم صرت إلى إن كفتك الأقلام السيوف لما استقر لك من الهيبة في قلوب الناس.

وقال ابن دوست: كفتك سيوفك الناس، من العساكر وغيرها، حتى استغنيت عنهم ولم تحتج اليهم.

وهذا أيضا ضعيف لان السيوف تحتاج إلى من يحملها لتحصل بها الهيبة، وهي بمجردها لا تكفيه الناس. والمعنى ما ذكرنا.

وأقول: المعنى على ما ذكر ابن جني:

يقول: كفتك الصفائح؛ أي سيوفك نصرة الناس. والذي يدل عليه القسم الثاني من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015