وقوله: الطويل
علَى أنَّني طُوِّقتُ منكَ بنعمَةٍ ... شهيدٌ بها بَعْضي لغَيْري على بَعْض
قال: يريد: انصرف عنك مع انك قلدتني نعمة يشهد بها بعضي على بعضي.
وأقول: لا يقدر محذوف في الكلام إذا استقل بالمعنى من غير تقدير محذوف، والتقدير قد ذكرته فيما قبل.
وقوله: المنسرح
سَأشْرَبُ الرَّاحَ من إشارتها ... ودَمْعُ عَيْني في الخَدِّ مَسْفُوحُ
قال: إنما يبكي كراهة للشرب ولكنه لا يمكنه مخالفة إشارتها.
فيقال له: لم يبك كراهة للشرب وإنما بكى للعشق؛ لأنه جعل اللعبة بمنزلة الجارية، وقد قال: المنسرح
جَارِيةٌ ما لِجْسمِهَا رُوحُ ... في القَلْبِ من حُبِّهَا تَبَارِيحُ