وأقول: إن ضياء هاهنا مبتدأ نكرة قد تقدم خبرها عليها، وهو الظرف، تقدم وجوب، فلا يحتاج إلى تقدير خبر محذوف، والتقدير: إذ ضياء حيث حللت من الظلام؛ أي إذ نور في مكان وجودك، فلا تقدرين على الزيارة.
وقوله: الكامل
أسَفي على أسَفي الذي دَلَّهْتِني ... عَنْ عِلْمِهِ فَبِهِ عَلَيَّ خَفَاءُ
قال: يقول: إنما أتأسف على أن شغلتني عن معرفة الأسف، حتى خفي علي ما الأسف؟ لأنك أذهبت عقلي وإنما تُعرف الأشياء بالعقل.
فيقال له: فإذا أذهبت عقله فكيف يتأسف؟ والأسف: الحزن، والحزن إنما يكون للعاقل ومن ذهب عقله لا يحزن ولا يفرح؟! فهذا الذي ذكره ليس بشيء!
وقوله: الكامل
شِيَمُ اللَّيَالي أنْ تُشَكِّكَ نَاقَتي ... صَدْري بها أفْضَى أم البَيْداءُ
قال: قال ابن جني: من عادات الليالي أن توقع لناقتي الشك: أصدري أوسع أم البيداء؟ لما ترى من سعة قلبي وبُعد مطلبي. وهذا إنما يصح إذا لم يكن في البيت بها