لم يتعب بإقامة أوتاده، ولا مد أطنابه. واحسن من هذا أن يقول: اتخذت بيتا من قلبي

فنزلته والقلب بيت بلا أطناب ولا أوتاد.

وأقول: وأحسن من ذلك أن يقول: سكنت بيتا من قلبي، بخلاف بيتها المعتاد، إذ بيوت الأعراب بأوتاد وأطناب، وهي أعرابية، وهو ليس كذلك.

وقوله: البسيط

وكُلَّمَا لقِيَ الدَّينارُ صاحِبَهُ ... في مِلكِهِ افْتَرَقَا من قَبْلِ يَصْطَحِبَا

قال: أراد إذا التقيا تفرقا قبل الاصطحاب؛ فهما يلتقيان مجتازين لا مصطحبين.

وأقول: هذا المعنى قد بينته في شرح ابن جني.

وقوله: البسيط

مالٌ كأنَّ غُرابَ البَيْنِ يَرْقُبُهُ ... فكُلَّما قيلَ: هذا مُجْتَدٍ نَعَبَا

ذكر في هذا البيت قول ابن جني، قال: هذا معنى حسن: يقول: كما ان غراب البين لا يهدأ من الصياح، فكذلك هذا الممدوح، لا يفتر من العطاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015