وقال: قال العروضي: لعمري إن الذي قاله المتنبي، لحسن لكن تفسيره غير حسن! ومن قال: إن الغراب لا يهدأ من الصياح؟! ولكن معناه: إن العرب تقول: إن غراب البين إذا صاح في ديار قوم تفرقوا فقال المتنبي: كأن المجتدي إذا ظهر صاح هذا الغراب في ماله فتفرق
وأقول: كأن في هذا البيت مناقضة لما قبله، وذلك أن غراب البين، إذا صاح تفرق الجمع. وهو في البيت الذي قبله قال: إن الدينار يفارق الدينار الآخر إذا لاقاه في ملكه قبل الاصطحاب فلا معنى لصياح الغراب، إذ لم يكن لماله اجتماع!!
وقوله: الوافر
قَبِيلٌ أنْتَ أنتَ، وأنْتَ منهم ... وَجَدُّكَ بِشْرٌ المَلِكُ الهُمَامُ
قال: أراد: قبيل أنت منهم وأنت أنت في علو قدرك. يعني: إذا كنت منهم وجدك
بشر فكفاهم بذلك فخرا، وقد أخر حرف العطف وهو قبيح جداً.
وقال التبريزي: قوله: أنت أنت، أي: أنت الرجل المشهور المعروف، يقول: الرجل فلان هو هو، أي، قد عُرف وشُهر، ومن ذلك قول أبي خراش: الطويل
رَفَوْني وقالُوا يا خُوَيلدُ لا تُرَعْ ... فقلتُ: وأنكَرْتُ الوُجُوهَ هُمُ هُمُ