قال: يقول: هذه البلدة مذ غبت عنها كالمقلة الساهرة، ووجهك لها بمنزلة النوم والكحل، وهما اللذان بهما تصلح العين؛ أي: صلاحها بحضورك.

وأقول: لو قال في قوله:

. . . . . . ... . . . . . . وَوَجْهُكَ نَوْمُهَا والإثْمِدُ

أي: تهدأ به وتُزين؛ فيجعل النوم للهدوء، والكحل للتزيين، لكان أكمل وأجمل.

وقوله: الكامل

قَطَّعْتَهُمْ حَسَداً أرَاهُمْ مَا بِهم ... فتقطَّعُوا حَسَداً لمن لا يَحْسُدُ

قال: يريد أنهم حسدوك فماتوا لشدة حسدهم إياك فكأنك قطعتهم إربا حتى تقطعوا.

وأقول: لم يرد الموت وإنما المعنى انك بالغت في المهم، وإذا هم - حسداً لك - بمنزله من تقطّع أعضاؤه. ولو أنهم ماتوا لم يحسن أن يقول فيما بعد:

حتى انْثَنَوْا. . . . . . ... . . . . . .

وقوله: الكامل

وصُنِ الحُسَام فلا تُذِلْهُ فإنه ... يَشْكو يَمينَكَ والجَماجِمُ تَشْهَدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015