وأقول: يريد بمعنى الأيادي الإحسان؛ لأنه يقال: له إحسان إلي، ولا يقال: له أياد إلي، فيقال له: إلي، هنا، بمعنى عند، وقد استُعمل ذلك كثيرا؛ منه قول الراعي:

الطويل

ثَقَالٌ إذا رَادَ النَّسَاءُ، خَريدةٌ ... صَنَاعٌ فقد سَادَتْ إليَّ الغَوانِيَا

أي: عندي

وقال أبو كبير: الكامل

أمْ لا سَبيلَ إلى الشَّباب، وذِكْرُهُ ... أشْهَى إليَّ من الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ

أي: عندي.

وقول غيرهما.

وقال في معنى البيت: قال أبو الفتح: أي: أنا أحدها، كما قال الجماز: السريع

لا تَنْتِفَنِّي بعد ما رشْتَنِي ... فإنني بعضُ أياَدِيكَا

ثم قال: يريد إنه وهب له نفسه!

قال الواحدي: وهذا فاسد؛ لأنه ليس في البيت ما يدل على إنه خلَّصه من ورطة، أو أنقذه من بلية، أو أعفاه من قصاص وجب عليه، ولكنه يقول: أنا غَذِيُّ نعمته، وربيب إحسانه، فنفسي من جملة نعمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015