قال: قلوبها أي: قلوب النفوس فتختار الهرب خوف القتل، وهو كالقتل.

وأقول: إن قوله: فتختار الهرب لم يرده وإنما أراد: فتختار الذل بطلب الهدنة، وقد فسره بالبيت الذي بعده.

وقوله: البسيط

أبْدَيْتِ مثلَ الذي أبْدَيْتُ من جَزَعٍ ... ولم تُجِنِّي الذي أجْنَنْتُ من ألَمِ

قال: وصفها بصحة الوفاء في أول الأبيات - يعني قوله: البسيط

تَبَسَّمَتْ عن وفاءٍ غير مُنْصَدِعٍ ... . . . . . . . . .

ثم نقض ذلك بقوله: إنها أبدت مثل الذي أبداه من الجزع، ولم تخف كما أخفاه من الألم.

وأقول: إن ذلك ليس بنقض للأول؛ لأن المها إذا كان دون ألمه، فقد أتمت على الجملة. وإذا ألمت فقد وفت، والعاشق لا بد أن يكون توجعه بالفراق أكثر من توجع المعشوق، وكذلك جميع أحواله في الهوى، ولو تساويا في ذلك، لكان العاشق معشوقا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015