وأقول: إنه لا يمكن أحد أن يعبر عن شدة أمر الحرب، والتباسه على الفريقين، بأحسن من هذه العبارة!

وقوله: الطويل

أَيُنْكِرُ رِيحَ اللَّيْثِ حَتَّى يّذٌوَقَهُ ... وقد عَرَفَتْ رِيحَ اللُّيوثِ البهائِمُ

قال: يقول: ألم يشم هذا الدمستق رائحة الليث، فيعلم إنه إن وقف فرسه؛ فقلة فطنته تمنعه من أن يهرب حتى يذوقه الليث؛ فعند ذلك يفر. والبهائم إذا وجدت رائحة الأسد فرت منه؛ أي: لو كان حازما، لكفاه ما سمعه من شجاعتك عن ملابستك.

وأقول: إن قوله: ألم يشم هذا الدمستق رائحة الليث وقوله: حتى يذوقه الليث ليس بشيء! وإنما معناه: ألم يعلم خبرك في الشجاعة، وهو مشهور فلا يقدم عليك ويسلم؟ وضرب مثلا بالأسد والبهائم، وإنها مع جهلها، تعرف الأسد برائحته فتتقيه، فأنت أسوأ حالا من البهائم، مع إنك إنسان، إذ لم تعرف خبر سيف الدولة فتتقيه. والهاء في (يذوقه) راجعة إلى الدمستق؛ أي: تخبره وتلابسه.

وقوله: الطويل

تَغُرُّ حَلاوَاتُ النفوس قُلُوبَهَا ... فَتَخْتَارُ بَعْضَ العَيْشِ وهو حِمَامُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015