وقوله: الطويل

بِضَرْبٍ أتَى الهَامَاتِ والنَّصْرُ غَائِبٌ ... وصَارَ إلى اللّبَّاتِ والنَّصْرُ قَادِمُ

قال: يقول: إذا ضربت عدوك، وصار السيف إلى رأسه، لم تعد ذلك نصرا، ولا ظفرا. فإذا فلق السيف رأسه، وصار إلى لبته؛ فحينئذ يكون ذلك عندك نصرا، ولا يرضيك ما دونه.

وهذا قول ابن جني أيضا!

وأقول: إن قوله:

بِضَرْبٍ أتَى الهَامَاتِ والنَّصْرُ غائبٌ ... . . . . . . . . .

أي: غائب عنك، وعن أعدائك. وفي هذا إخبار عن اشتداد الأمر في الحرب، وإنه كان له فيها، مثلما عليه. ويدل على ذلك قوله قبل: الطويل

وَقَفْتَ وما في المَوْتِ شكٌّ لواقِفٍ ... . . . . . . . . .

وقوله:

. . . . . . . . . . . . ... وصَارَ إلى اللَّبَّاتِ والنَّصْرُ قادِمُ

أي: لما فلقت السيوف الجماجم، تبين بذلك النصر، وإن الظفر لك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015