قال: كأنه إذا جرى في نفسه، أن يقتل عدوا قتله، من قبل أن يقول قائل: لم يقتله.

وأقول: إنه لم يبين ما سبب ذلك. والمعنى، إنه يجعل ذلك ماضيا. أما كان عطاء فإنه لا يتردد فيه، ويؤامر نفسه بخلا. وأما أن يكون إقداما، فإنه لا يتوقف فيه، ويؤخره جبنا، بل إذا نواه أمضاه عاجلا، جواد كان أو بأسا فيقال: فعل قبل أن يقال لم يفعل. ويحتمل أن يكون في ذلك إشارة إلى سعادته.

وقوله: الطويل

وقد حلكَمُوهَا والمَنايَا حَوَاكِمٌ ... فمَا مَاتَ مَظْلومٌ ولا عاشَ ظالِمُ

قال: أي: لما ظلموا، وعتوا بقصدهم هدمها، أهلكهم الله، وسلّم سيف الدولة وأصحابه.

وأقول: إن المحاكمة، إنما وقعت بين الروم وبين الحدث، إلى المنايا. وكنى بها عن الحروب أو عن السيوف والرماح. فالمظلوم هو الحدث، والظالم هم الروم، فعاش المظلوم بسيوف الدولة ومات الظالم، فهذا هو المعنى لا قوله: فأهلكهم الله وسلّم سيف الدولة وأصحابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015