وقوله: أسفوا له فكأنهم راحلون.

فيقال: ولم خص الأسف بالراحلين دون المقيمين؟

والمعنى إنك إذا رحلت عن قوم وهم قادرون على أن لا تفارقهم بإحسانهم إليك، وكف الأذى عنك، ثم الأذى عنك، ثم لم يفعلوا فهم الراحلون؛ أي: المقاطعون؛ لأن الرحيل مقاطعة؛ أي: هم ألجأوك إلى الرحيل فكأنهم فعلوا الرحيل.

وقوله: البسيط

بأيِّ لَفْظٍ تَقُولُ الشِّعْرَ زِعْنِفَةٌ ... تجوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ

قال: قوله: لا عرب ولا عجم أي: ليست لهم فصاحة العرب، ولا تسليم العجم لفصاحة العرب.

وأقول: إن قوله:

. . . . . . . . . زِعْنِفَةٌ ... . . . لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ

أي: خسيس مجهول في القبيلين؛ أي: وضيع في النفس والنسب.

وقوله: الطويل

إذَا كانَ ما تَنْويهِ فِعْلاً مُضَارعاً ... مَضَى قبلَ أن تُلْقَى عليه الجَوازِمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015