وقوله: البسيط

صَحِبْتُ في الفَلواتِ الوَحْشَ منفرداً ... حتَّى تَعَجَّبَ منِّي القُورُ والأكَمُ

إن قيل: لم قال: القور والاكم وهما بمعنى واحد؟ وهلاّ قال: الوهد والاكم ليختلف

المعنى، فيكون أحسن في اللفظ، وأعم في الفائدة؟

فيقال: إنما خص القور والاكم للمناسبة التي بينها وبينه في الارتفاع والجلد والصلابة، ولأن ذا الشرف، والمجد، والحلم، والصبر، يشبه بالجبل، ولا يشبه بالوهد وما انخفض من الأرض. فلهذا خصها بالذكر دون أضدادها.

وقوله: البسيط

إذَا تَرَحَّلْتَ عن قَوْمٍ وقد قَدَرُوا ... أنْ لا تُفَارِقَهُمْ فالراحلون هُمُ

قال: قال أبو العلاء: هذه دعوى كغيرها. وإنما غرضه إن الرجل، إذا فارق أناسا وقد ظنوا إنه غير مفارق لهم أسفوا له فكأنهم راحلون.

وأقول في قوله: فارق أناسا وقد ظنوا إنه غير مفارق: إن هذا ظن فاسد إلا أن يريد: غير مفارق لهم بالمودة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015