وقوله: البسيط

رِجْلاهُ في الرَّكْضِ رِجْلٌ واليَدَانِ يَدٌ ... وفِعْلُهُ ما تُرِيدُ الكَفُّ والقَدَمُ

قال: معناه: ما تريد كف راكبه وقدمه؛ أي: هو جواد مؤدب، فإذا قصر عنانه قصر في الجري، وإذا أرخى له العنان، بذل ما يريد الراكب من الجري. وكذلك إن حرك الفارس قدمه عليه ليمتري حضره فانه يسمح بما يرضيه.

وأقول: إنما فسر هذا، نظرا إلى قول امرئ القيس: الطويل

فللزَّجْرِ ألْهُوبٌ وللسَّاق دِرَّةٌ ... . . . . . . . . .

وقد أخذته عليه امرأته أم جندب.

وقال الواحدي: () معنى قوله:

. . . . . . . . . . . . ... وفِعْلُهُ ما تريد الكَفُّ والقَدَمُ

أي: يستغني عن تحريك اليد بالسوط، والرجل بالحث.

وكأن قول التبريزي اقرب إلى الحقيقة من قول الواحدي؛ لأن الإرادة، إنما تتعلق بالفعل، لا بالترك. وقول الواحدي يتعلق بالترك؛ لأن اليد تريد أن لا تتحرك بالسوط، والرجل أن لا تتحرك بالحث. وهو مع ذلك جائز حسن لأنه مجاز واستعارة، والمجاز في الشعر أحسن من الحقيقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015