وأقول: انظر إلى هذا التفسير العجيب، والتقدير الغريب!

وأقول: إن قوله:

. . . . . . . . . ... من العَرَبِ الأسَافِلَ والقِلاَلاَ

تفضيلا له على غيره من العرب؛ وذلك أن العرب تضرب الأسافل والقلال من الإبل، وهذا يضرب الاسافل والقلال من العرب. ولهذا خصص العرب بالذكر، وإلا كان قال: من الناس، فوصفه بضربه من العرب الذي يوصفون بضربه من الإبل.

وقوله: الكامل

حَدَقٌ يُذِمُّ من القَواتِلِ غَيْرها ... بدرُ بنُ عَمَّارِ بن إسْمَاعِيلاَ

قال: زعم أن الممدوح يذم؛ أي: يعطي الذمة، من كل القواتل، إلا من هذه العيون! وقد افرط في صفة العيون بتمكنها من القتل، إلا إنه جعل الممدوح لا يستطيع أن يمنعهن من القتل!

وأقول: كأنه أنكر جعل الممدوح لا يذم من حدق الغواني القواتل، وليس في ذلك إنكار، ولا يلحقه بذلك عار، لأن الممدوح إنما يذم من أهل البأس والنجدة، وممن يقاتل ويقتل بسلاح، وحدق العيون لسن كذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015