قال: وهذه مبالغة في الصفة، وإذا احتجبت المرأة في شعرها كان عيبا.

وأقول: إن تفسيره (يضللن)، أي: يغبن، لم يرده الشاعر، وإنما أراد يضللن، ضد (يهتدين). وذلك أن الشعر يشبه بالظلام، فخشين أن يضللن في الظلام، بالشعر

المحلول، فضفرنه خوفا من ذلك. فعلى هذا التفسير لا يكون عيبا. والذي حمله على هذا التفسير تنبيهه على إحاطته بهذه اللغة الغريبة التي هي (ضللنا) بمعنى (غبنا) فخطأ الرجل فوقع في الخطأ!

ويقال له: لم قلت: إذا احتجبت المرأة بشعرها كان عيبا وقد قال الشاعر: الوافر

. . . . . . . . . ... فأرسَلَتِ الظَّلامَ على الضِّياءِ

وقال أبو الطيب: الطويل

وَمَنْ كلَّمَا جَرَّدْتُهَا من ثِيَابِهَا ... كسَاهَا ثياباً غَيْرَها الشَّعَرُ الوَحْفُ

وقوله: الوافر

ولولا أنَّني في غَيْرِ نَوْمٍ ... لَبِتُّ أظُنُّني مِنِّي خَيَالاَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015