وقوله: الوافر

كأنَّ العِيسَ كانت فوق جَفْني ... مُنَاخَاتٍ فَلَمَّا ثُرْنَ سَالاَ

قال: يقول: كأن العيس كانت مناخات فوق جفن عيني؛ فهي مانعة له من أن يسيل، فلما ثرن فاض الدمع.

قال: وبدخول كاف التشبيه، خلص اللفظ من الكذب!

أقول: تأمل هذا التفسير الذي يحتاج إلى تفسير، لأنه إعادة لفظ البيت بعينه!!

وأقول: المعنى إن مقام الأحبة، كان يمنعني من دمع كثير بسبب هجر الحبيب لي، أو منعه مني. فكنى عن مقام الأحبة بإناخة العيس فوق جفنه، وجعلها كالسكر الذي يحبس الماء، فلما ثرن سال ذلك الماء؛ أي: الدمع، وكنى عن الرحيل بثوران العيس. والسيل إنما يكون عن الماء الكثير من المطر، فكنى به عن كثرة الدمع والبكاء الذي كان مجتمعا قبل الرحيل.

وقوله: الوافر

وضَفَّرْنَ الغَدائِرَ لا لِحُسْنٍ ... ولكِنْ خِفْنَ في الشَّعَرِ الضَّلاَلاَ

قال: أراد: خفن أن يضللن في الشعر؛ أي: يغبن، من قوله تعالى: (أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ) أي: غبنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015