أي: تلك البلاد كانت موافقة له، وأصحابه الذين ذكرهم فيها؛ كانوا كالأهل الأدنين منه.

وقوله: الطويل

تُصِيبُ المجَانيقُ العِظَامُ بكَفِّهِ ... دقائِقَ قد أعْيَتْ قسِيَّ البَنَادِقِ

قال: وصف الشاعر الممدوح بأنه لطيف، يصيب بحجر المنجنيق، للطف رأيه، ما لا تصيبه البندقة التي تخرج من قوس البندق.

وأقول: إن المعنى بخلاف ما ذكر! ولم يتنبه عليه أحد من الجماعة، وهو إنه ينال بالمجاهرة والقسر، ما لا ينال غيره بالمجاملة والمكر، فكنى عن المجاهرة والمغالبة بالمجانيق لعظمها، وعن المسارة والمخاتلة بقسي البندق لصغرها. والذي يدل على هذا المعنى البيت الذي قبله وهو قبله: الطويل

ولم أرَ أرْمَى منه غَيْرَ مُخَاتِلٍ ... وأسْرَى إلى الأعداءِ غيرَ مُسَارِقِ

وقوله: الكامل

أبَني أبِينَا نحنُ أهْلُ مَنَازِلٍ ... أبداً غُرابُ البَيْنِ فينا يَنْعِقُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015