قال: هذا البيت، بالتصريع، وقد ضعف ضعفا بينا، وهو كالمنقطع مما قبله.
وأقول: إن التصريع لا يضعف البيت، ويدل على ذلك ما جاء من أشعار العرب مصرعا كقول امرئ القيس: الطويل
ألاَ أيُّهَا اللَّيلُ الطويلُ ألا انْجَلي ... بِصُبْحٍ وما الإصبَاحُ منك بأمْثَلِ
وقوله: () الطويل
ديارٌ لسَلْمَى عَافِيَاتٌ بذي خَالِ ... ألَحَّ عليها كُلُّ أسْحَمَ هَطَّالِ
وما أشبه ذلك. وهذا ليس فيه ضعف، بل قوة بمجيء قافيتين فيه، وبيت أبي الطيب قد جاء بمثلين وقافيتين، فهو بيت كبيتين.
وأما قوله: كالمنقطع مما قبله فليس كذلك، لأنه ذكر فيما قبل بلاده في قوله: الطويل
بلادٌ إذا زَارَ الحِسَانُ. . . ... . . . . . . . . .
ثم وصفها فقال: الطويل
سَقَتْنِي بها القُطْرُبُّلِيَّ مَلِيحةٌ ... . . . . . . . . .
ثم وصف تلك المليحة، وعطف عليها الاغيد، ووصفه ثم قال:
وما بَلدُ الإنسان غير المُوَافِقِ ... . . . . . . . . .