قال: عنى بغراب البين داعي الموت.

وأقول: إنه لم يرد ذلك؛ وإنما أراد التفرق، فكنى عنه بنعيق الغراب، وذلك

المشهور من كلامهم، والمعروف في استعمالهم، ويدل عليه قوله فيما بعد: الكامل

. . . . . . . . . ... جَمَعَتْهُمُ الدُّنيا ولم يَتَفَرَّقُوا

وهذا الذي ذكره أبو الطيب في البيت) وما بعده، إلى التخلص إلى المدح، من المواعظ بفناء الأكاسرة، وهلاك الجبابرة، وموت الأنفس، ليس هذا موضعه من القصائد التي يتغزل فيها بصفات النساء، طلبا لبسط الممدوح، وطربه وسروره، فهذا وضع الشيء في غير موضعه. وما ذلك إلا لأنه من نظم الصبا.

وقوله: الطويل

وليلٍ دَجُوجيٍّ كأنَّا جَلَتْ لنا ... مُحَيَّاكَ فيه فَاهْتَدَيْنَا السَّمالِقُ

قال: ينشد بكسر الكاف من محياك وفتحها. فإذا روي بالكسر: فقبل ذلك ينبغي قوله أن يكون سلي لأنه مخاطب مؤنثا، وإذا كان: سل خاطب مذكرا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015