وقوله: الطويل

تَفَكُّرُهُ عِلْمٌ ومنطِقُهُ حُكْمٌ ... وباطِنُهُ دِينٌ وظاهِرُهُ ظَرْفُ

وقد ذكرت ما فيه من جانب العروض فيما تقدم3.

وقوله: الطويل

أماتَ رياحَ اللُّؤمِ وهي عواصِفٌ ... ومَغْنَى العُلا يُودي وَرَسْمُ النَّدَى يَعْفُو

ذكر عن ابن جني أن قوله: ومغنى العلا ورسم الندى في موضع الحال، ثم قال: وله وجه آخر؛ وهو أن يكون أراد أن مغنى العلا مما يودي، ورسم الندى مما يعفو، كما يودي ويعفو غيرهما، فلا تكون الواو في موضع الحال بل تكون لاستئناف جملة.

وأقول: إن هذا الوجه الذي ذكره، لا يجوز؛ - كما ذكر - استئناف جملة خبرية، وذلك كذب؛ لأن مغنى العلا لا يودي، ورسم الندى لا يعفو، بل هما باقيان. وجاز في الوجه الأول؛ لأنهما جعلهما حالا من: إماتة رياح اللؤم على طريق المبالغة، فلا يجوز غيره، ولا يصح أن يقال: العلم مما يفنى، كما لا يصح أن يقال: الجهل مما يبقى، إلا على ما ذكرته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015