وقوله: الكامل

وتَرَى الفَضِيلَةَ لا تَرُدُّ فَضِيلَةً ... الشَّمْسَ تُشْرِقُ والسَّحَابَ كَنَهْوَرا

قال: هذا من التصنيف المبين لأن قوله:

. . . . . . . . . ... الشمسَ تُشْرِقُ والسَّحَابَ كَنَهْورَا

بيان لقوله:

وتَرَى الفضيلةَ لا تَرُدُّ فَضِيلةً ... . . . . . . . . .

وذلك أن الشمس لا تشرق إذا تراكم السحاب، وإن السحاب لا يمطر إذا أشرقت الشمس، فإحدى الفضيلتين رادة للأخرى، لأن المنفعة بالشمس عظيمة وكذلك بالسحاب.

وأقول: إنه لم يبين المعنى بهذا القول، ولا رأيت غيره ذكره على ما ينبغي، إلا أن ابن فورجة قال: إن الممدوح جمع بين المتضادين؛ إذ وجهه كالشمس، ونائله كالسحاب. والمعنى إنه أثبت له في أول البيت فضيلتين، وأخبر أن أحدهما لا ترد الأخرى ولا تنفيها، وضرب لهما مثلا بالجمع بين شيئين حسنين متضادين من الشمس والسحاب فلا يكونان وجهه ونائله لأنه ليس بينهما تضاد، ولكنهما البشر والعطاء؛ وذلك أن مال الإنسان بمنزلة نفسه، فإذا أخرجه ربما تغير وجهه بإخراجه، فيقول: إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015