وقوله: (الطويل)
بكيت عليها خيفة في حياتها ... وذاق كلانا فقد صاحبه قدما
قال: يقول: كنت اعلم أني لا بدّ لي من فراقها، فكنت أبكي عليها والفراق لم يكن، وكانت هي من إشفاقها عليّ كأنّها ثاكلة، وهذا نحو من قوله: (الخفيف)
من رآها بعينه شاقه الق ... طّان فيها كما تشوق الحمول
وأقول: هذا ليس بشيء!
والمعنى: أني كنت أبكي عليها قبل فراقي لها، خوفا وإشفاقا من موتها، كما قال عبد السّلام بن رغبان: (الطويل)
أخ كنت ابكيه دما وهو حاضر ... حذارا وتعمى مقلتي وهو غائب
ثم فارقتها، فثكلتها وثكلتني قبل الموت.